الست.. الست.. الست لمّا تكون عايزة تعيش بتعيش مادام تحب الراجل لو نامت معاه على خيش.. الست.. الست.. الست لمّا.. الست.. لمّا لمّا.. الست.. الست لمّا.. الست.. يا عيني لمّا.. الست.. يا اخويا لمّا.. الست لمّا.. لمّا لمّا..
هكذا كان الكاسيت يدوي في الميكروباص المجاور لنا بصوت "محمود الليثي" وهو ينشد "رائعته": "الست لمّا"، قبل أن تكتمل أخيرا عربة الميكروباص التي أنتظر فيها، ويقرر السائق أنه قد آن الأوان لينطلق بنا.
لم يكن سائقنا صاحب مزاج شعبي مثل السائق الآخر، لذا فقد انطلقت السيارة في صمت دون أن يصدر صوت من الكاسيت أو حتى الراديو.. وظللنا هكذا حتى منتصف الطريق تقريبا عندما كنت أجاهد لكي أرفع جفنيّ من الانطباق..
وبينما أنا أيضا في منتصف الطريق بين النوم والصحيان انطلق فجأة صوت ليشق السكون قائلا: "لأ.. ما هو حقه".. التفتُّ لأجد الرجل الجالس بجوار السائق يتحدث إلى سيدة بجواره قبل أن يتدخل السائق نفسه في الحوار قائلا: "هو فيه حد بيقدر على واحدة لما يتجوز اثنين".
هنا عرفت أن الرجل الأول يتحدث عن حق الرجل في الجمع بين أكثر من زوجة وتوقعت مناقشة روتينية أخرى من ذلك النوع الذي تسمعه دائما، إلا أن الأمر تطور كثيرا بشكل فاق توقعاتي بعدها..
انطلق ذلك الرجل الذي كان في أوائل الأربعينات ويعمل محاميا -كما عرّف نفسه- ليقول: "ما هو أصل البنات هتعّنس.. يعني إحنا كده بنخدمهم!.. وبعدين هي الست ليها إيه غير إن الراجل يصرف عليها وخلاص.. إنما يتجوز واحدة أو اثنين أو أربعة دي حاجة تخصه هو ما تخصش الست بقى في حاجة خالص!".
قاطعته المرأة لتقول ضاحكة: "عادي يعني طب ما الرجالة كمان بقوا يتجوزوا في سن متأخرة"، هنا انتفض الرجل ليؤكد ويبصم بالعشرة أن الأمر مختلف: "لا.. الست غير الراجل طبعا.. الراجل ممكن يتجوز وهو عنده ستين سنة أو سبعين سنة وهتبقى صحته كويسة.. يعني مثلا لو كان عنده ثمانين سنة حتى وصحته مش كويسة كل اللي عليه إنه يبطل سجاير ويلعب رياضة بعدها يبقى زي الفل ويتجوز بنت في العشرين كمان"!
منعت نفسي من الصراخ وضغطت بيدي على المرارة خوفا من أن تنفجر في أي لحظة في ظل ضحكات تتعالى من السائق والمرأة -التي وددت أن "أفشّ غلي" فيها- وهي توافق ضمنيا على حديث الرجل الذي لم يكتفِ بما قاله با أضاف: "إنما الست بقى حاجة تانية.. دي الست لو بقى عندها خمسة وعشرين سنة ولسه ما اتجوّزتش تبقى باظت! هي كبيرها تتجوز في أوائل العشرينات إنما بقى تقول لي ثلاثين سنة وكده دي مش تبقى عانس وبس.. لا دي مش هتلاقي اللي يبص لها.. وبعدين تقولوا ما يتجوزش كذا واحدة؟ دي خدمة للستات.. بصوا زي ما قلت لكم كده الست لما تبقى حاجة وعشرين سنة بتبووووووووووظ"!!!!!!
تعجبت كثيرا من المنطق الذي يصدر من رجل يفترض أنه ليس صغيرا أي لديه خبرة معقولة في الحياة ناهيك عن كونه متعلما ومثقفا أو هكذا ينبغي أن يكون.. دعك من أن عمله كمحامٍ يفترض فيه أن يكون دارسا للشريعة الإسلامية ولحقوق الإنسان ونصوص القوانين والدساتير المختلفة.. قل لي بالله عليك ماذا سيحدث لو لجأت إليه امرأة -أكيد أمّها داعية عليها- في قضية أحوال شخصية.. هل وقتها سيقيم عليها الحد ويذهب للزوج ليشدّ على يديه رافعا الراية البيضاء لتذهب الزوجة المسكينة وراء الشمس ويكسب الزوج القضية حتى ولو كان ظالما؟!
ثم كيف يمكن أن تكون نظرة رجل عصري لامرأة بهذا الشكل المهين ناكرا حتى حقها الشرعي الذي أعطاه لها الإسلام في ضرورة أن يبلغ الزوج زوجته لو تزوّج بأخرى وحقها في رفض هذا الوضع؟ وكيف يتم اختزال العلاقة بين الرجل والمرأة في مجرد كونه "قادر يصرف عليها"؟! وهل إذا ما تخطّت المرأة الخامسة والعشرين دون زواج تقوم بالانتحار أفضل لها؟ وما معنى إن الست "بتبوظ"؟!
أفقت من تأملاتي بعد أن كان الرجل قد نزل -في ستين سلالالالالامة!- لأنزل من الميكروباص الذي انطلق تاركا إياي إلى جانب مقهى ينطلق منه أيضا "الليثي" وهو يجلجل: "لمّا لمّا.. الست.. الست لمّا.."، وضحكت من شدة الغيظ وأنا أتصور الوقت الذي يمكن أن يتغنى فيه مطرب آخر بأغنية تقول كلماتها: "الست.. الست لمّا.. الست.. لمّا لمّا.. الست.. الست لمّا.. تبوظ"!!!!
تحياتي الكم
اخوكم المحب
^_^
ملكـ روحي
هكذا كان الكاسيت يدوي في الميكروباص المجاور لنا بصوت "محمود الليثي" وهو ينشد "رائعته": "الست لمّا"، قبل أن تكتمل أخيرا عربة الميكروباص التي أنتظر فيها، ويقرر السائق أنه قد آن الأوان لينطلق بنا.
لم يكن سائقنا صاحب مزاج شعبي مثل السائق الآخر، لذا فقد انطلقت السيارة في صمت دون أن يصدر صوت من الكاسيت أو حتى الراديو.. وظللنا هكذا حتى منتصف الطريق تقريبا عندما كنت أجاهد لكي أرفع جفنيّ من الانطباق..
وبينما أنا أيضا في منتصف الطريق بين النوم والصحيان انطلق فجأة صوت ليشق السكون قائلا: "لأ.. ما هو حقه".. التفتُّ لأجد الرجل الجالس بجوار السائق يتحدث إلى سيدة بجواره قبل أن يتدخل السائق نفسه في الحوار قائلا: "هو فيه حد بيقدر على واحدة لما يتجوز اثنين".
هنا عرفت أن الرجل الأول يتحدث عن حق الرجل في الجمع بين أكثر من زوجة وتوقعت مناقشة روتينية أخرى من ذلك النوع الذي تسمعه دائما، إلا أن الأمر تطور كثيرا بشكل فاق توقعاتي بعدها..
انطلق ذلك الرجل الذي كان في أوائل الأربعينات ويعمل محاميا -كما عرّف نفسه- ليقول: "ما هو أصل البنات هتعّنس.. يعني إحنا كده بنخدمهم!.. وبعدين هي الست ليها إيه غير إن الراجل يصرف عليها وخلاص.. إنما يتجوز واحدة أو اثنين أو أربعة دي حاجة تخصه هو ما تخصش الست بقى في حاجة خالص!".
قاطعته المرأة لتقول ضاحكة: "عادي يعني طب ما الرجالة كمان بقوا يتجوزوا في سن متأخرة"، هنا انتفض الرجل ليؤكد ويبصم بالعشرة أن الأمر مختلف: "لا.. الست غير الراجل طبعا.. الراجل ممكن يتجوز وهو عنده ستين سنة أو سبعين سنة وهتبقى صحته كويسة.. يعني مثلا لو كان عنده ثمانين سنة حتى وصحته مش كويسة كل اللي عليه إنه يبطل سجاير ويلعب رياضة بعدها يبقى زي الفل ويتجوز بنت في العشرين كمان"!
منعت نفسي من الصراخ وضغطت بيدي على المرارة خوفا من أن تنفجر في أي لحظة في ظل ضحكات تتعالى من السائق والمرأة -التي وددت أن "أفشّ غلي" فيها- وهي توافق ضمنيا على حديث الرجل الذي لم يكتفِ بما قاله با أضاف: "إنما الست بقى حاجة تانية.. دي الست لو بقى عندها خمسة وعشرين سنة ولسه ما اتجوّزتش تبقى باظت! هي كبيرها تتجوز في أوائل العشرينات إنما بقى تقول لي ثلاثين سنة وكده دي مش تبقى عانس وبس.. لا دي مش هتلاقي اللي يبص لها.. وبعدين تقولوا ما يتجوزش كذا واحدة؟ دي خدمة للستات.. بصوا زي ما قلت لكم كده الست لما تبقى حاجة وعشرين سنة بتبووووووووووظ"!!!!!!
تعجبت كثيرا من المنطق الذي يصدر من رجل يفترض أنه ليس صغيرا أي لديه خبرة معقولة في الحياة ناهيك عن كونه متعلما ومثقفا أو هكذا ينبغي أن يكون.. دعك من أن عمله كمحامٍ يفترض فيه أن يكون دارسا للشريعة الإسلامية ولحقوق الإنسان ونصوص القوانين والدساتير المختلفة.. قل لي بالله عليك ماذا سيحدث لو لجأت إليه امرأة -أكيد أمّها داعية عليها- في قضية أحوال شخصية.. هل وقتها سيقيم عليها الحد ويذهب للزوج ليشدّ على يديه رافعا الراية البيضاء لتذهب الزوجة المسكينة وراء الشمس ويكسب الزوج القضية حتى ولو كان ظالما؟!
ثم كيف يمكن أن تكون نظرة رجل عصري لامرأة بهذا الشكل المهين ناكرا حتى حقها الشرعي الذي أعطاه لها الإسلام في ضرورة أن يبلغ الزوج زوجته لو تزوّج بأخرى وحقها في رفض هذا الوضع؟ وكيف يتم اختزال العلاقة بين الرجل والمرأة في مجرد كونه "قادر يصرف عليها"؟! وهل إذا ما تخطّت المرأة الخامسة والعشرين دون زواج تقوم بالانتحار أفضل لها؟ وما معنى إن الست "بتبوظ"؟!
أفقت من تأملاتي بعد أن كان الرجل قد نزل -في ستين سلالالالالامة!- لأنزل من الميكروباص الذي انطلق تاركا إياي إلى جانب مقهى ينطلق منه أيضا "الليثي" وهو يجلجل: "لمّا لمّا.. الست.. الست لمّا.."، وضحكت من شدة الغيظ وأنا أتصور الوقت الذي يمكن أن يتغنى فيه مطرب آخر بأغنية تقول كلماتها: "الست.. الست لمّا.. الست.. لمّا لمّا.. الست.. الست لمّا.. تبوظ"!!!!
تحياتي الكم
اخوكم المحب
^_^
ملكـ روحي
عدل سابقا من قبل ملكـ روحي في الأحد يونيو 27, 2010 12:34 pm عدل 1 مرات